إلقاء الضوء على « »طول عنق الزرافة عند الداروينيين » » من خلال منهجية البحث العلمي
إلقاء الضوء على « »طول عنق الزرافة عند الداروينيين » » من خلال منهجية البحث العلمي
————————————————————————-
داروين يرى أن الانتخاب الطبيعي يفسر طول عنق الزرافة
————————————————————————-
« »لطالما ادعى علماء التطور أن الزرافة مخلوق تطور من مخلوق أقصر منه، وسبب ذلك أن الحيوانات في ذلك الوقت كانت تتنافس على مصادر الغذاء.. وبما أن الطبيعة ذكية جداً وبارعة في التصميم فقد اختارت من بين ملايين المخلوقات هذه الزرافة بالذات وجعلتها تطور عنقها ليصبح أطول عنق في الطبيعة، وذلك لتصل لقمم الأشجار العالية وتضمن غذاءها ولا تنقرض!! » ». عن عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com/ar
——————————————————————
لنناقش بالمنهجية العلمية الادعاء الدارويني
———————————————–
ما هي الأفكار التي وردت في هذا المقال المقتضب:
– « الزرافة مخلوق تطور من مخلوق أقصر منه »
– « الحيوانات في ذلك الوقت كانت تتنافس على مصادر الغذاء »
– « الطبيعة اختارت الزرافة بالذات وجعلتها تطور عنقها ليصبح أطول عنق في الطبيعة لتصل إلى قمم الأشجار العالية فتضمن غذاءها فلا تنقرض »
———————————————————————
إليكم مقاربة البحث العلميي المطلوب اتباعها بهذا الخصوص
من البديهي علميا أن موضوع تطويل عنق الزرافة يتطلب تهييء أطروحة ضخمة لنيل دكتوراه الدولة (التي تم التنكر لها على طريق النيل من البحث العلمي الأكاديمي الجامعي)، حيث لا تقبل أية فكرة علمية من دون دليل أو برهان علمي. بخصوص تطويل عنق الزجاجة، والأطروحة يجب أن تتضمن عدة أجزاء (Parties)، كل جزء مكون من فصول (Chapitres).
= الجزء الأول (بعض الفصول): التطور في الطبيعة، بحيث يجب العمل على جمع كل المعطيات التي تثبت حدوث التطور من خلال مسرد نقدي (bibliographie)، ومن خلال المعطيات العلمية للباحث
=الجزء الثاني (بعض الفصول): « »الزرافة تطورت من مخلوق أقصر منه » ». يجب إثبات التطور من خلال القيام بمسرد نقدي (معطيات تتعلق بأبحاث الباحثين الآخرين) ثم من خلال فصل مخصص لتقديم الباحث للمعطيات العلمية التي تثبت التطور بكيفية لا تدع مجالا للشك.
=الجزء الثالث (بعض الفصول): « الزرافة مخلوق تطور من مخلوق أقصر منه ». بحيث يجب إثبات هذا الأمر من خلال مسرد نقدي، ثم من فصل أو فصلين يتطرق من خلالهما الباحث لما يمتلك من معطيات علمية معتبرة. يجب إثبات وجود المخلوقات الأقصر بجانب الزرافات (معطيات علمية ميدانية شاقة)، الخ…
= الجزء الرابع (بعض الفصول): « »الحيوانات كانت تتنافس على مصادر الغذاء » ». هناك دائما تنافس بين بعض الأصناف من الحيوانات على مصادر الغذاء، لكن في الأصل هناك سلسلة غذائية. يجب إثبات هذا الأمر بالنسبة للزرافة والحيوانات المفترضة التي كانت تنافسها على مصادر الغذاء؛ إثبات من خلال مسرد نقدي ثم من خلال أبحاث الباحث المضنية (معطيات علمية ميدانية شاقة).
= الجزء الخامس (بعض الفصول): « انتخاب الطبيعة للزرافة وتطويل عنقها لبلوغ أغصان الأشجار العالية »، بحيث يجب دائما إثبات هذا الأمر من خلال مسرد نقديُ ثم من خلال الأبحاث الميدانية للباحث. ماهي الدلائل والبراهين العلمية على انتخاب الطبيعة للزرافة وكذا البراهين المتعلقة بأنواع الأشجار التي كانت موجودة وكذا المناخ السائد آنذاك والجغرافيا… وهو ما يتطلب فصولا من الأبحاث العلمية، وهو ما يتطلب، تبعا لذلك، سنين طويلة من الدراسات والأبحاث.
وكخلاصة لهذا التأصيل العلمي لموضوع عنق الزرافة الطويل، فما يقدمه الداروينيون كنظرية علمية ما هي إلا خلاصة لأبحاث علمية مفترضة لا وجود لها. فالأمر يتعلق بمنطق الظن والتوهم، تخمينات لا علاقة لها بالعلم. فلو تم إخضاع أيديولوجية التطور للمنهجية العلمية الصارمة لتوقفت صيرورة البحث عند الانطلاقة، عند الخلية التي تتحدى في تكوينها ومكوناتها وعملها الخيال العلمي…
ملاحظـــــــــة: قلت أن الأمر يتطلب أبحاث معمقة وجد متقدمة كالتي يقوم بها من يهيء أطروحة الدولة، في حالة أن تكون معطيات المسرد النقدي (bibliographie) كاقية لتوفير منصة علمية يتم البناء عليها، وإلا فيتطلب الأمر تهييء عدة أطروحات الدولة، كل جزء من الأجزاء الخمسة التي سطرتها أعلاه يشكل عنوانا لأطروحة الدولة قائمة بذاتهاز
د. عبد الله لخلوفي
جامعة محمد الخامس